الاثنين، 20 سبتمبر 2010

تداعيات

كنت في صغري أميل الى العزلة أكثر علمت من صغري أن هناك شيئ يحصل حولي وان لم أعي ماهو .. عند خروجنا أو زيارة أطفال لمنزلنا لم أكن بذلك الطفل الذي يفرح بهم ليلعب ويلهو كنت خائفا .. لأنه في كل مره أعلم أنهم سيجتمعون علي ويضايقونني لذى كنت اختار مبدأ السلامة والابتعاد ...
بعد ان كبرت قليلا وبعد محاولات سيدتي الوالدة معي وحثي على عدم الخوف وانني مثلهم تماما بدأت أتجرأ قليلا وان لم أكن شجاعا في كل الاحوال ..
في المرحلة المتوسطة تعودت على كل شي لم أعد اتضايق وان علمت ان الاطفال خرجوا للنزهه ولم يدعونني .. لم أعد أكترث لكلمات الاستهزاء بالتلميح أحيانا وبالتصريح أحايين أخرى ...
بدأت اغشى مجلس سيدي الوالد واستقبل ضيوفه جميعا وسط تذمر اخوتي الكبار واحتجاجهم لحضوري بحجة صغري وعدم المامي بمجالس الرجال فأنا بنظرهم ( ولد امه ) فأنى لي مقارعة الرجال وغشي مجالسهم ..
كنت اعود من المجلس كل ليله ودمعة محبوسه في عيني سريعا ماتنهمر بمجرد رؤيتي لأمي واحتضانها لي , واحيانا تقرعني بمحبه بأني رجل ولا ينبغي ان اضعف او استسلم وتتمم ماما زينب حديثها بأنها ستزعل مني ان رأتني على تلك الحال , اعدهم حينها بأن ذلك لن يتكرر , وفي اليوم التالي يتكرر نفس المشهد ونفس الدموع ...
كانوا اخوتي يحاولن ايغار صدر والدي بالقصص المختلقه فتارة ان المدرسة تشتكي مني ومن اهمالي , واخرى انه نما الى علمهم أني اعرف شباب اصحاب سلوك سيئ قد يفسدونني , والذي أقض مضجعهم ان والدي دائما يوصد الابواب في وجوههم ويقول هذا ابني وانا ربيته ويستحيل ان يسلك مسلكا شائنا , واحيانا يقرعهم بالكلام بقوله (( ماعليكم منه ربوا عيالكم زي تربيته بعدين تكلموا )) ..
اخترت دائما مبدأ السلامه فلم أحاول أن انقل لوالديي مواقف تحصل معي من اخوتي مرات كثيره , صمت ولم أصعد الموقف لعلمي بأنهما سيغضبان جدا ولن يتركا الموقف يمر بدون محاسبه ...
جدي لوالدتي أحببته كثيرا رقم اقامته بالقاهره وبعده لكني أحبه كثيرا وهو يحبني وعندما كبرت قليلا وانا بالثاني متوسط كنت أتوسل لوالدتي أن لا أسافر معهم , بل أرغب قضاء الصيف لدى جدي بالقاهره وأصبحت تلك عادة لي وان كان مسافرا فاني ألحق به في أي مكان , زوجته سيدة طيبه انجبت له بنين وبنات في عمري واكبر مني , ولكنهم جميعا مختلفين بحكم البيئة التي عاشوا فيها , فهم بسيطين جدا ومتعلمين ويبهرونني بثقافتهم العالية ومازلت احفظ لهم الجميل لأنهم جعلوني أدمن القراءة ودلوني على المكتبات العريقة كمكتبة مدبولي وغيرها .. حاول جدي مرارا مع والدي السماح لي بالاقامه عنده ولكن قوبل ذلك بالرفض الشديد خصوصا من والدتي , وايضا بتدخل من اخوتي ورفضهم ذلك بحجة انني قد أنحرف هناك حيث سأعيش بلا رقابه أو متابعه ...
( يتبع )

الجمعة، 27 أغسطس 2010

تعال اخبرك ماذا تقول لمن جرحك ...

انـك نسيتهـم .. وأدر لهـم ظهـر قلبـك ....
وأمـض ِفـي الطـريق المعاكـس لهـم فربما كان هناك.. فـي الجهة الأخرى.. أناس يستحقونك أكثـر منهـم ...
قل لهـم .. إن الأيـام لا تتكـرر.. وإن المـراحـل لا تعـاد .. وإنـك ذات يـوم .. خلفتهـم تمـامـاً كمـا خلفــوك فــي الـوراء وإن العـمـر لا يعـود إلــى الــوراء أبــداً...
قل لهم .. إنك لفظت آخر أحلامك بهـم.. حين لفظت قلوبهـم.. وإنك بكيت خلفهـم كثيـراً حتـى إقتنعـت بمـوتهـم وإنـك لا تملـك قـدرة إعادتهم إلـى الحياة فــي قلبــك مــرة أخــرى بعــد أن إختــاروا الـمــوت فيــك ..
قل لهـم .. إن رحـيلهــم جعلـك تعـيـد إكتشاف نفسـك.. وإكتشـاف الأشيـاء حولـك وإنـك إكتشفــت أنهـم ليـسـوا آخـر المشـوار.. ولا آخـر الإحساس.. ولا آخـر الأحـلام.. وأن هنـاك أشيـاء أخــرى جـمـيلـة.. ومـثيـرة.. ورائعــة تـستـحــق عـشــق الـحـيــاة وإسـتـمــراريـتــهــا ...
قل لهـم.. إنـك أعـدت طـلاء نفـسـك بعـدهـم.. وأزلـت آثـار بصمـاتـهـم مـن جـدران أعماقـك.. وأقتلعـت كـل خناجـرهم من ظهرك وأعدت ولادتك مـن جديـد وحرصت على تنقية المساحات الملوثة منهـم بك ، وإن مساحتك النقيـة مـــا عـــادت تـتـســع لـهـــم .
قل لهـم .. إنك أغلقت كـل محطات الإنتظار خلفهـم.. فلـم تعـد ترتـدي رداء الشـوق وتقـف فـوق محطـات عودتهـم.. تترقـب القـادميـن.. وتدقـق في وجـوه المسافريـن.. وتبحث في الزحام عـن ظلالهـم وعطـرهـم وأثـرهـم عـل صـدفــة جـمـيـلــة تـأتــي بـهــم إلـيــك ..
قل لهم .. ان صـلاحيتهـم إنتهت.. وأن النبض في قلبك ليس بنبضهم.. وأن المكان فـي ذاكرتك ليس بمكانهم.. ولم يتبق لهم بك سوى الأمـس.. بكل ألم وأســى وذكـــرى الأمـــس ...
قل لهـم .. إنـك نزفتهـم في لحظـات ألمـك كدمـك.. وإنـك أجهضتهـم فـي لحظـات غيابهـم كجنيـن ميـت بداخلـك.. وإنـك أطلقـت سراحهـم منـك كـالطيـور وأغلقـت الأبـواب دونـهـم وعـاهـدت نفسـك ألا تفـتـح أبـوابـك إلا لأولئـك الــذيــن يسـتـحـقـــون .
قل لهـم.. إن لكـل إحسـاس زماناً.. ولكل حلم زماناً.. ولكـل حكايـة زمانـاً.. ولكـل حزن زماناً.. ولكل فـرح زمانـاً.. ولكل بشـر زمانـاً.. ولكـل فرسـان زمانـاً وإن زمنهـم إنتهـى بــك منـذ زمــن .
قل لهم..
لا تقل لهم شيئا..
إستقبلهم بصمت فالصمت أحيـاناً قـدرة فائقـة علـى التعبيـر عمـا تعجـز الحـروف والكلمـات عـن تـوضيحــه ..

الاثنين، 16 أغسطس 2010

وكان الأخضر ياأمي ...

وكان الأخضر يا أمي ...
لون الدعاء ولون البركة , ولون تلك الكلمات التي كنتِ تقولينها لي دوماً (يا سعود ربي يجعل طريقك اخضر) وكنت ابتسم لبراءة الدعوة وبساطتها , حتى كان الأخضر يا أمي , لا حتى جاء الأخضر يا أمي منتقلاً من سجادة الصلاة التي كنتِ تضعين عليها جبينك الذي اشتاق , إلى هذا البراح الذي أعيش فيه , ويلفني كل صباح بدرجات الأخضر وإغراءات زهوه وحريته , إلى هذه السجادة الخضراء التي لها أن تكون كجبين لا يبارح الأرض ولا يتوقف عن الدعاء....
كنت وقتها في طريقي المعتاد إلى العمل , توقفت فجأة وأنا بين المارة وابتسمت , عندما وجدت الأخضر يعانق الأخضر , كان الشجر يا أمي يتباهى باللون , يتباهي بالورق الذي يحرضه الهواء على الابتسام , حقيقة ضحكت ودمعت عيني ووقفت كثيراً أتذكر ابتهالك , وأتذكر تاريخ الأخضر في تاريخك , وتاريخ الياسمين (وفخاريات) الجوري التي لها بعض نبض قلبك....
تعرفين يا أمي..
أفكر أحياناً أن كل أنثى لها تاريخ مع الأخضر , هي أنثى من صبر وحكمة , أنثى لها جذور ضاربة في الأرض... ان فتحت كفيها للسماء نبتت دعوة واستجابة.. إذن : كثير من دعاء يا أمي أن يصل الأخضر إلى قلبي , أن تنبت فيه زهور القناديل ودوار الشمس , أن يخترقه نهر من اليقين , وان يمتد فيه جسر من الإيمان إلى الطمأنينة , وان يغفو كل ليلة على نوايا الكرامة والضمير....
بعدما انتهى تاريخ الكتابة لك , قررت جدياً أن لا اكتب عنك , أن أضع للأبجدية التي تخصك فصل نهاية , وأتوقف عن خلق مناجاة هي أشبه بالهلوسة لا اكثر, لكن الأخضر اليوم فتح شهيتي للكتابة , وربي فتح شهيتي للكتابة , (للحكي) عن الأخضر للبياض , وللمساحات الفارغة كـ ليال اجترار؛ ما دونته الذاكرة عن روح الذكريات.
أعدك: لن أدمع.
أعدك: لن أخذ نفساً عميقاً بين جملة وأخرى.
أعدك: لن يأخذني (السرحان) إلى نقاط نهايات القصص... لكنه الأخضر ودون دراية مني ,. نشر بساط ربيعه في الذاكرة , حتى قادني إلى وجهك الذي أحببت , وجهك الذي ما ان أخذه الموت حتى صارت أبجديتي (تحوقل) على مجدها , كأنما وجهك كان سند للحرف وحماية , كأنما كان محبرتي , كأنما كان (فانوساً) سحرياً ألمسه بأصابعي العشر فيهبها مارد المعنى....
حضور وهجك هذا الصباح جعلني على علم كيف أن الغياب يباس , والموت يباس , وان الوحدة ليست إلا مجاملة على عجل , أو نفور على مهل...
هل وعدتك: ألا أدمع؟
هل وعدتك: أني لن آخذ نفساً عميقاً بين جملة وأخرى؟
هل وعدتك: أن لن يأخذني (السرحان) إلى نقاط نهايات القصص؟
سامح الله الأخضر..!!
لكني: أشتاق..
ورب السماء..
ورب الأرض..
ورب الأخضر..
ورب الشجر والظلال..
ورب الأغصان التي تنتهي بالثمر..
ورب العصافير التي تنقر العنب..
ورب هذا الصوت الذي تتركه الريح على وجه الأوراق..
يا أيها الأخضر.. كفى..!!
شوق أخضر إلى نور وجهها:
لم تكن الرياض مغطاة بالأخضر..
بهذا التنوع من الزهور والأنهار التي تشق قلب الملل.. لكنها كانت بساط ممتد لتلك الأيام التي زرعنا فيها ما حصدناه حباً واقتراب...
كانت روحك خضراء.. يمتد إليها ومنها ألف غصن رطب , وعدد لانهائي من الأوراق المبتلة, كنتِ كالعصافير توقظين الصباح , وتسدلين ستار الليل على مساحات من هدوء.
الأخضر هنا.. جدد (حس) غيابكِ , جعلني أفتح أبواب الذاكرة الصوتية , لأسترجع نبرة أسمي في صوتك , وقائمة النصائح التي تهذبين من خلالها سيرة النسيان عندي.
الآن أنا هنا.. وأنت هناك.. والرياض بعيدة عن سعينا.. نستحضرها إلى الذاكرة كي نصنع حوارا طويلا جدا عن أيام مضت.. فنجعلها خضراء مورقة باردة.. نلبسها النهر كقلادة على صدرها , ونزين جبينها بالزهور...
يفتقدك قلبي.. وأحن إليك كحمائم الدار.. قولي لي إننا ذات عودة سنتحدث طويلاً عن الأخضر..
إننا سنقول كلاماً كثيراً وببطء شديد عن الغربة والحنين..
وسنضحك.. كثيرا سنضحك... حتى نعمر الذاكرة بالصوت والنبرة من جديد.

الخميس، 12 أغسطس 2010

في بعض الغياب لذة !!

ألا يا كيف ضحكتك تملأني سرور!..
وتزين الدنيا في ناظري..
وتجعلني أستشعر سعادة لا يعبر عنها الكلام!
خليط من النشوة والفرحة له وقع وليس له تعريف!!
ألا يا كيف تنثرين إطلالتك من حولي أسرار الحياة الحلوة فآخذ من كل ما هو جميل نتفا .. نتفا وبعضا .. بعضا .. حتى أتورد بألوان الطيف!..
وأسمو بأنواع الارتقاء!
وأطفو على الأحزان كلها وكأنها صارت ذرات وأنا بحجم الكون!
كمن يقتسم نصيبه من مجموعة حلوى كان يسمع بحلاوتها ثم وجدها بين يديه!
ألا يا كيف تملكين أن تجدديني وتسعديني وتبهريني وتغيريني وتجعليني طوع الفرح .. وأنا ذلك العصي حتى على المطارق الحديدية!!
من يصدق أن في بعض الغياب لذة!!
هناك أشخاص بيننا نراهم كل يوم نجلس معهم كل يوم.. نسمعهم كل يوم .. لكن لا تأثير لهم علينا أبعد من تأثير البسمة على وجه طفل!
سرعان ما تتوهج وسرعان ما تنطفئ!!
وآخرون هم في حياتنا مثل كوكب دري، نسمع عنه ولا نراه..
ونعرف تأثيره ولانلمسه،
يشغلنا في بعده ولا يقربنا ولا نقترب منه!
ومع ذلك هؤلاء الكواكب ...
البعيدون لهم هيمنة تغير فينا كل ما هو صعب أن يتغير!
وتحرك فينا كل ما هو قبلهم لا يتحرك!
وتجعلنا نحب أن نكون على الأرض....
كما يريدون لنا أن نكون طواعية نمشي على كيفهم وعلى أمرهم
وكأننا في حالة تنويم مغناطيسي...
لا يتجه المغناطيس فينا إلا ناحيتهم ولا ينجذب إلا إليهم!!
في بعض الغياب لذة!
غير لذة الشوق والحنين والاحتياج..
لذة أقوى من الحضور يكفيك من غائبك العزيز
أنه موجود دائما هنا انتبه حيث جوفك!
إني أشير إلى داخلك!
تعيش وهو فيك ومعك ..
إن ضحكت وإن بكيت ..
وإن تعبت .. وإن نمت أو صحوت ..
طيفه أمامك لا يفارقك ..
والأهم عندما تهم أن ترتكب أمرا ..
تستفتي قلبك فإن وجدته لا يرضيه لا تفعله!!
هؤلاء الغائبون الأعزاء هم «حراس» حياتنا ..
لأن غيابهم لم يجعلنا نمارس التمرد أو العصيان عليهم
لم يعلمنا الرحيل عنهم!
لم يجعلنا نتحرر من أسرهم ..
حتى المتعة لا تشتهى ولا نشتهيها
إذا كانت ضد رغبتهم!
فإذا عافت النفس المتع التي لا ترضيهم
هل تصبر على العذابات إلا لكي ترضيهم!!
في بعض الغياب لذة!
لأنك مأسور لما تحسه ولا تراه والإحساس أقوى من الصورة!
بالإحساس نتعامل مع الوجود ومع الآخرين ...
ومع المقربين والأبعدين وحتى مع أنفسنا!
وهؤلاء الذين نحسهم ولا نراهم أمسكوا بزمامنا على البعد
وشاءوا أم أبوا هم الذين يقودون تحركاتنا ولو من بعيد!
لا تخف من الحاضرين بل خف من الغائبين ...
الذين لهم عندك حظوة وسطوة وقوة نفوذ...
فالحاضر أمام عينيك تستطيع صده ..
أما الغائب وقد تغلغل فيك تخاف أنت صده!!
مرات كثيرة تقبض على نفسك قبل أن يجرفها الحنين!
وتمنع نفسك قبل أن يلتهمها الإغراء!
وعندما تفعل ذلك تتعب لكنك لا تخسر وهذا الأهم ...
وهؤلاء الغائبون الذين هم حراس حياتنا أقدر الناس..
على معاونتنا ومساعدتنا على البقاء واقفين ..
لا نقدم التنازلات باسم الظروف حكمت أو الضغوط أجبرت!
إننا نعبد الله عز وجل ولا نراه والعبادة حرز مكين ضد السقوط ..
وقوة إمداد تمدك بالصمود واليقين بالنصر ولو بعد حين ..
فليس دائما ما نراه هو الأقوى .. لأن السر ليس في المسافة..
القرب والبعد إنما السر في الحب واليقين لذلك نعبد الله وكأننا نراه....
ولذلك المسافة بينك وبين الآخر لا تهم ..
لأن شيئا واحدا فقط يقهر المسافة ...
يقهر المسافات بكل أنواعها ..


الحب..!

الأحد، 20 يونيو 2010

أمل

آثرت الصمت خلال الفترة الماضية لعلي استقر , ولكن يبدو ان القدر مازال يخبئ لي اشياء كثيرة , اكتب لكم الآن من الرياض واستعد للدخول لمستشفى لايعالج النفوس بل يطبب القلوب ,,,
اردت ممن يقرأ هذه السطور الدعاء لي , ولا أعلم هل سيقرأها أحد أم لا ...
أعد من مرت عينيه على هذه الصحيفه ان عاد قلبي للنبض ... اني سأعود واستمر ببوحي .. وبكائي ونزفي ,,,
(( أعيش برئتي الحب والتسامح))

الأربعاء، 12 مايو 2010

الاثنين، 10 مايو 2010

ومضة !!


يقول فولتير (( السر في كونك شخصا مثيرا للملل , هو أنك تقول كل شي ))

أتمنى ألا أكون ذلك الشخص , لأنني سأبوح بكل شي ,,,,,

الجمعة، 7 مايو 2010

لكم أن تتخيلوا طفلا نشأ في بيئة يشعر بأنها تحتقره وأحيانا تشفق عليه , كان أبي وأمي كما أسلفت يحبانني ويبينان ذلك الحب أمام الجميع مما خلق نوع من الغيرة من طرف اخوتي الذكور وان كان بعضهم يكبرني بسنين عدة بل أنا في عمر بعض أبنائهم مع ذلك لم أسلم من مواقفهم ضدي وتحريضهم لوالدي علي ... أخواتي على عكسهم تماما رقيقات محبات كما هو طبع الاناث وان كان الوضع لايخلوا من بعض المواقف كانت تنتهي في وقتها ...
بدأت دراستي الابتدائية بمدارس الرياض واستمريت حتى انهيت الثانوية , كان اخوتي الذين بالمرحلة المتوسطة يرفضون أن أذهب معهم بنفس السيارة التي تقلهم بحجة انني سوف اخجلهم , فلم يكن أمام والدتي الا أن ترسلني بسيارة أخرى وبمعية ماما زينب لتطمئن أن الأمور ستكون بخير , مازلت أذكر حوادث عدة جرت لي بالمدرسة سببت لي الكثير من الاحراج واياما عديدة لاأحصيها كنت أعود للمدرسة باكيا وشاكيا ولاعنا للمدرسة وأنني من الغد لن تطأ قدماي تلك المدرسة الملعونة , ولكن أمي تخفف عني بكلمات جميلة وبأني أفضل منهم وسأكبر واغيضهم بنجاحي وتفوقي , كان مستواي الدراسي ممتاز وأتحصل على أعلى الدرجات داخل الصف حتى أن أحد المعلمين قل لي ذات مرة (( لولا شكلك لقلت انك مصري )) !!!!!
من الاشياء التي كانت تحرجني أيضا داخل المدرسة وخارجها هو لساني حيث أنني ألتغ اللسان , أنطق الراء غينا , وتلك كانت مادة تندر علي فيحصل أن يستوقفني أحدهم ويطلب مني أن أنطق بعض الكلمات التي بها حرف الراء كي يضحك ويدعوا زملائه ليضحكوا معه ..
مدرستي لا تخلوا كغيرها من مناوشات بين طلبتها ومشاجرات فيستقوي كل طالب باخوته أو أبناءعمه الا أنا اذا تشاجرت مع أحد يرفض اخوتي التدخل يأي صورة بل أني علمت فيما بعد أنهم اذا سئلوا عن صلة القرابة بيني وبينهم ينكرون اخوتي لهم وأحيانا يقولون قريب لنا من بعيد!!!! ..
كل تلك الارهاصات وغيرها خلقت في داخلي تحديا كبيرا بأن النجاح وليس سواه هو سلاحي لمواجهة هذه الأزمة ولأثبت أني لست مختلفا عنهم بل قد أبزهم جميعا .....

الثلاثاء، 4 مايو 2010

رحلتي (2)

ولدت ونشأت ودرست بالرياض , كنت أصغر الاخوة والأخوات , عائلتي بمقاييس البشر تعد ميسورة الحال ولها صلات وعلاقات بعوائل أخرى كبيرة , صلات تكونت عن طريق القرابة والمصاهرة أو العلاقات التجارية..
كنت أحضى بمكانة لدى والدي ووالدتي ,وعزوت ذلك للمكانه التي يفوز بها أي انسان جاء آخر العنقود لدى جميع الاسر , وفي أحايين كثيرة أرجعها لعطفهما واشفاقهما علي حيث اصبت بمرض بالقلب في سن صغيرة , وأيضا لاختلافي عن باقي اخوتي , هذا الاختلاف ارهقني باقي حياتي وجعلني أرمي أسئلة عدة واستفهامات كثيرة ..
خلقت مختلف الصفات الجسدية عن اخوتي لدرجة أن بعض الناس يستغرب وأحيانا يستهجن أن أكون شقيقا وابنا لهذه العائلة , وكثيرا كثيرا مأقرأت ذلك في عيون الناس ,,,,
والنفس تعرف من عيني محدثها ...
ان كان من حزبها أو من أعاديها ...
عيناك .. عيناك قد دلتا عيناي على ....
أشيااااء لولاهما ماكنت أدريها ....

اخوتي وأخواتي من أصحاب البشرة البيضاء والأجساد الطويلة كحال والديي , أما أنا فعكسهم تماما خلقت قصير القامة أسمر البشرة , أفتقد لوسامة اخوتي ولاأملك جسدا فارعا مثلهم ...
عشنا جميعا في بيت العائلة الكبير وحوله فيللا اخرى يسكنها اخوتي الكبار مع أبنائهم , كانت طفولتي ممتعه لاانكر ذلك كل شيئ موفر لي وكان من يقوم برعايتي هي مربيتي ماما زينب هي مغربية الجنسية وعاشت معنا سنينا طويلة وكان لها مكانة كبيرة في قلبي ربتني صغيرا وحضنتني كبيرا ..
شخصية اخرى كان لها تأثير علي هو جدي لأمي كان يناديني من بينهم بالحبيب والغالي فصرت اذهب اليه بمقر اقامته بالقاهره في الاجازات كانت العائلة تسافر لأماكن كثيرة وأصر أنا على الذهاب اليه هناك ..
بقلبي الطفولي شعرت بالدونية من الجميع ومر بخيالي الصغير أني ابن لماما زينب ولست ابنهم ولكنهم ضموني لعائلتهم اشفاقا علي وعليها .. كانت هواجس طفل لايتعدى العاشرة .. وعند اصابتي بالاحباط والخيبة أبوح بذلك لوالدتي فتحضنني على صدرها وتقول ( انت الغالي ولدي وحبيبي وقرة عيني جعل يومي قبل يومك .. ) وينتهي المشهد بدموعها..

الاثنين، 3 مايو 2010

رحلتي (1)

هذه قد تكون صرخة مريض يعاني في سبيل الحياة. صرخة ضد هذا الصخب الدائر. لهذا السبب انا هنا في هذه المدينة الرائعة بيروت، ، هنا في هذه المصحه كل شيء يدور حول المعركة مع هذاالالم.
أنا هنا مجرد ضحية عابرة من ضحايا الحب..

نوع مختلف من الألم، من الخوف والرهبة. مخيفة فكرة العودة إلى الصحراء ، وأنت تحمل لقب مريض نفسي ...
بدأت أول تجربة في رحلة الموت الصغير. كنت اعتقد ان هذه حدود الشعور بالألم القصوى، هذه أقصى وأقسى درجات العزلة التي يمكن لنا ان نجربها. لكنك تجرب أقسى من ذلك عندما تجد نفسك في مواجهة وجوه جديدة في مكان آخر من هذا العالم، ويقال لك: ان لم تساعدنا فقد تجن !!!!
أستطيع الآن فقط القول: أن تجربة المرض أقسى وأهم من تجربة الحياة، لأن المرض يكاد أن يبيد كل شيء لكنه في الوقت نفسه يحتوي على كل شيء، وما العمر والزمن الا وهمٌ وغفلةٌ كما يقول أفلاطون.
يتجلى وصف هذه العبارة الافلاطونية المشحونة جدا في تلك اللحظة الكهربائية كأنها البرق يلمع في الظلام.
تلك الفاصلة الزمنية التي تكشف لأحدنا دون مقدمات عن الوقوع في مصيدة المرض، كأنه الكابوس يجثم على صدرك وأنت نائم تسبح في بحر الأحلام. "ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير".
، يأخذني المرض باتجاه لا اعرفه، يودعني حبس الألم القديم في التجربة التي لا تطاق، مع المجهول والغامض والكابوس والجن....!!!
فما ينقذك يا سعود بأحلامك المجدولة من كنوز الشمس وسعف النخيل، وهل لك من طوق نجاة غير أن تقرع أبواب السماء وأنت في مهب الريح.
أنا ابن الصحراء وأحلامي مبعثرة ، ولي وطن فسيح منسوج من أشعة الشمس أحبه ويحبني وفي علاقة نادرة مع هذا الحب كانت الربع الخالي والدهماء ورمال النفود وجبال السودة، مثل غرف النوم في البيت الكبير ازرع فيها أحلامي كيف أشاء، وكنت كلما لمحت خيمة في مهب الريح ومن حولها رجل كأنه وما حوله من غنم وابل، ذرة في العراء الفسيح، كأنه ريشة في فم الريح في لجة كون لا حدود له تحيطه الرهبة، كنت أمام هذا المشهد أتساءل في داخلي وخارجي، كيف لمثل هذا أن ينام ويحلم ويصحو.
من أين له الأمل من أين له الحياة في مشهد لا يصلح الا لصورة العطش وسطوة عوامل التعرية على ملامح الحياة.
ويكون هذا التساؤل مشروعا ومنطقيا أمام ذلك المشهد، حيث الفضاء بلا حدود والسماء ابعد من قدرتنا على التخيل، والرياح تعوي كأنها الذئاب الجائعة.
وفي كل مرة يكون الجواب، انه اليقين الذي يضيء الظلام ويقرب السماء ويرسل الرياح.
الذي خلق الإبل سوف يرعاها ويرعاه معها !!!!!
( يتبع تفاصيل ماحدث قبل المرض )

الأحد، 2 مايو 2010

رحلتي نحو الشقاء

هل سمعتم بشاب كان يملئه الأمل والطموح
ويخطط لأحلامه ويصارع آلامه ويتحدى كل شي
ليحصل على حلمه وحياته وفجأة فجأة ...
تقلب له الدنيا ظهر المجن ليغرق يغرق !!!
ويجد نفسه في نهاية الأمر داخل مصحة نفسية ببيروت ...
هذا هو انا .. وتلك مأساتي التي سأذكرها بكل صدق وتجرد وشفافية ...
فهل ستشاركونني ؟ هل ستتحملومي ؟
ليس أمامي سوى البوح والبوح فقط ...
أتمنى أن تكونوا جميعكم بقربي وان كنتم لاتعرفونني ,,,