الأربعاء، 2 مارس 2011

الحزن الجديد !!

استميحكم العذر لنقلكم إلى زمن اللحظة ..
اكتب من غرفة الصقيع ,
والأطباء اشتاقوا للنبش في عش العنكبوت ..
وفعلوا ولم يجدوا سوى أنينا وأملا أثخنه الألم ..
تمنيت أن يشارككم القراءة أخي عبدا لله (وما أكثر العبادلة الذين في حياتي)
ربما ...أقول ربما يؤمن بأن الحب أقوى من الكراهية .. ويرمي أسلحته التي جمعها , ليهديها لي فور انعتاقي من غرف الصقيع ...
إنني ابحث في الكلمات
عن الملاح الحقيقي للحياة
عن أصدق ماستودعته النفس ..
من إحساس عزيز وغالي ..
فأصبح سر وضمير الخفقة وحياتها
انه من المحزن أن تموت الكلمات في القلب ..
في لحظة البحث عن فرص العمر ...
ولكن القلب يتحد مع العقل في الاحتفاظ بأجمل عبارة آتية من الصدق ..
وبأحلى التفاتة تستقر في رؤى الإنسان الصادئ !

وبعض الكلمات ..
لا بد أن تقال وحدها
بلا مقدمات , وبلا تفسير , وبلا مسميات ..
إنها الكلمات التي تطلع من الصدر كنبتة اللبلاب ..
ماتلبث أن تكبر وتتسلق جدار النفس ,
وتنشر فيئها .. وتصبح سفرا متواصلا ..

تبددتُ وتبعثرت ..
رميت إلى خارج الزمان ..
وأنا ذرات من الشجن , والتكامل , والامتلاء ..
والخوف من الفقد من داخل الزمان !
إنني استلقي على صدر أملي – هذا الذي يمنحني بطاقة عمري –
وخلفي حزن احاول أن اغتسل منه ..
وفي داخلي بهاء وفرح اكبر من حسي .. اخاف منه ..
امتلكت فيه يقيني وخفقي , وتجدد عشقي للحياة !
ولم احتمل أن استرجع ما أخذني وأعطاني العمر الحقيقي ..
بل إنني أحيا اغماضة الهدب لتتفتح زهور الحياة ..
فيكفي أن لا نخون صدقنا .. يكفي أن نفكر في السعادة ..
ولكن هذه السعادة هي لحظة تشرق , ثم نجترها بعد ذلك ,
فالمكتوب في معنى القدر :
أن نستمر في اجترار السعادة ..
ونظراتنا تغرق في الخوف من الفقد ..
ذلك الذي يقوض بناء النفس !!

هذا المساء .. رأيت فيه زماني ..
فأترعني وجدا , وأمرع نبضي فأحالني إلى خفقة تذوب وتكبر ..
وأثخنني الشوق لهفة وانسكابا !
انني أحلم أن أكون كشجرة هرمة ..
هطل الغيث عليها فروى تربتها واخصبت من جديد ..
وطرحت ثمارها ..

إنني أصادر فرحتي قبل اتساعها ..
لئلا أتحول إلى محيط يغرقني ,
ثم يرميني – كصدف البحر – وأغيب في الرمل !
إنني إنسانا وتمثالا ..
وجدانا ولونا !!
إنني ابكي بابتسامة
واضحك بآهة ..
وأتبدد كالواقف فوق الماء !!
تلاحقت أنفاسي كطفل ضائع
يبحث عن أمه ليرتمى بين أحضانها
ويهدأ ويسكن ويغفوا !
أنا الفرح الثمل في مطلع الأمسيات !!
الحافلة بالتوق والشجون
كانت الخطوة .. بداية العالم ووجدانه الذي أفاق
كانت المسافة .. هي حصاد العمر الذي كان أعمى فأبصر
ركضت فيها وهزمت تعب الأيام الراحلة
وامتلكت رؤية الزهرة وهي تتفتح وتعبق وتنتشي !!

ثم .. صحا الوقت
ليعيدني من خارج الزمان
ويرميني مذهولا ..
منسيا في خيام قبيلة من الحزن الجديد!!