الاثنين، 3 مايو 2010

رحلتي (1)

هذه قد تكون صرخة مريض يعاني في سبيل الحياة. صرخة ضد هذا الصخب الدائر. لهذا السبب انا هنا في هذه المدينة الرائعة بيروت، ، هنا في هذه المصحه كل شيء يدور حول المعركة مع هذاالالم.
أنا هنا مجرد ضحية عابرة من ضحايا الحب..

نوع مختلف من الألم، من الخوف والرهبة. مخيفة فكرة العودة إلى الصحراء ، وأنت تحمل لقب مريض نفسي ...
بدأت أول تجربة في رحلة الموت الصغير. كنت اعتقد ان هذه حدود الشعور بالألم القصوى، هذه أقصى وأقسى درجات العزلة التي يمكن لنا ان نجربها. لكنك تجرب أقسى من ذلك عندما تجد نفسك في مواجهة وجوه جديدة في مكان آخر من هذا العالم، ويقال لك: ان لم تساعدنا فقد تجن !!!!
أستطيع الآن فقط القول: أن تجربة المرض أقسى وأهم من تجربة الحياة، لأن المرض يكاد أن يبيد كل شيء لكنه في الوقت نفسه يحتوي على كل شيء، وما العمر والزمن الا وهمٌ وغفلةٌ كما يقول أفلاطون.
يتجلى وصف هذه العبارة الافلاطونية المشحونة جدا في تلك اللحظة الكهربائية كأنها البرق يلمع في الظلام.
تلك الفاصلة الزمنية التي تكشف لأحدنا دون مقدمات عن الوقوع في مصيدة المرض، كأنه الكابوس يجثم على صدرك وأنت نائم تسبح في بحر الأحلام. "ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير".
، يأخذني المرض باتجاه لا اعرفه، يودعني حبس الألم القديم في التجربة التي لا تطاق، مع المجهول والغامض والكابوس والجن....!!!
فما ينقذك يا سعود بأحلامك المجدولة من كنوز الشمس وسعف النخيل، وهل لك من طوق نجاة غير أن تقرع أبواب السماء وأنت في مهب الريح.
أنا ابن الصحراء وأحلامي مبعثرة ، ولي وطن فسيح منسوج من أشعة الشمس أحبه ويحبني وفي علاقة نادرة مع هذا الحب كانت الربع الخالي والدهماء ورمال النفود وجبال السودة، مثل غرف النوم في البيت الكبير ازرع فيها أحلامي كيف أشاء، وكنت كلما لمحت خيمة في مهب الريح ومن حولها رجل كأنه وما حوله من غنم وابل، ذرة في العراء الفسيح، كأنه ريشة في فم الريح في لجة كون لا حدود له تحيطه الرهبة، كنت أمام هذا المشهد أتساءل في داخلي وخارجي، كيف لمثل هذا أن ينام ويحلم ويصحو.
من أين له الأمل من أين له الحياة في مشهد لا يصلح الا لصورة العطش وسطوة عوامل التعرية على ملامح الحياة.
ويكون هذا التساؤل مشروعا ومنطقيا أمام ذلك المشهد، حيث الفضاء بلا حدود والسماء ابعد من قدرتنا على التخيل، والرياح تعوي كأنها الذئاب الجائعة.
وفي كل مرة يكون الجواب، انه اليقين الذي يضيء الظلام ويقرب السماء ويرسل الرياح.
الذي خلق الإبل سوف يرعاها ويرعاه معها !!!!!
( يتبع تفاصيل ماحدث قبل المرض )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق