الخميس، 12 أغسطس 2010

في بعض الغياب لذة !!

ألا يا كيف ضحكتك تملأني سرور!..
وتزين الدنيا في ناظري..
وتجعلني أستشعر سعادة لا يعبر عنها الكلام!
خليط من النشوة والفرحة له وقع وليس له تعريف!!
ألا يا كيف تنثرين إطلالتك من حولي أسرار الحياة الحلوة فآخذ من كل ما هو جميل نتفا .. نتفا وبعضا .. بعضا .. حتى أتورد بألوان الطيف!..
وأسمو بأنواع الارتقاء!
وأطفو على الأحزان كلها وكأنها صارت ذرات وأنا بحجم الكون!
كمن يقتسم نصيبه من مجموعة حلوى كان يسمع بحلاوتها ثم وجدها بين يديه!
ألا يا كيف تملكين أن تجدديني وتسعديني وتبهريني وتغيريني وتجعليني طوع الفرح .. وأنا ذلك العصي حتى على المطارق الحديدية!!
من يصدق أن في بعض الغياب لذة!!
هناك أشخاص بيننا نراهم كل يوم نجلس معهم كل يوم.. نسمعهم كل يوم .. لكن لا تأثير لهم علينا أبعد من تأثير البسمة على وجه طفل!
سرعان ما تتوهج وسرعان ما تنطفئ!!
وآخرون هم في حياتنا مثل كوكب دري، نسمع عنه ولا نراه..
ونعرف تأثيره ولانلمسه،
يشغلنا في بعده ولا يقربنا ولا نقترب منه!
ومع ذلك هؤلاء الكواكب ...
البعيدون لهم هيمنة تغير فينا كل ما هو صعب أن يتغير!
وتحرك فينا كل ما هو قبلهم لا يتحرك!
وتجعلنا نحب أن نكون على الأرض....
كما يريدون لنا أن نكون طواعية نمشي على كيفهم وعلى أمرهم
وكأننا في حالة تنويم مغناطيسي...
لا يتجه المغناطيس فينا إلا ناحيتهم ولا ينجذب إلا إليهم!!
في بعض الغياب لذة!
غير لذة الشوق والحنين والاحتياج..
لذة أقوى من الحضور يكفيك من غائبك العزيز
أنه موجود دائما هنا انتبه حيث جوفك!
إني أشير إلى داخلك!
تعيش وهو فيك ومعك ..
إن ضحكت وإن بكيت ..
وإن تعبت .. وإن نمت أو صحوت ..
طيفه أمامك لا يفارقك ..
والأهم عندما تهم أن ترتكب أمرا ..
تستفتي قلبك فإن وجدته لا يرضيه لا تفعله!!
هؤلاء الغائبون الأعزاء هم «حراس» حياتنا ..
لأن غيابهم لم يجعلنا نمارس التمرد أو العصيان عليهم
لم يعلمنا الرحيل عنهم!
لم يجعلنا نتحرر من أسرهم ..
حتى المتعة لا تشتهى ولا نشتهيها
إذا كانت ضد رغبتهم!
فإذا عافت النفس المتع التي لا ترضيهم
هل تصبر على العذابات إلا لكي ترضيهم!!
في بعض الغياب لذة!
لأنك مأسور لما تحسه ولا تراه والإحساس أقوى من الصورة!
بالإحساس نتعامل مع الوجود ومع الآخرين ...
ومع المقربين والأبعدين وحتى مع أنفسنا!
وهؤلاء الذين نحسهم ولا نراهم أمسكوا بزمامنا على البعد
وشاءوا أم أبوا هم الذين يقودون تحركاتنا ولو من بعيد!
لا تخف من الحاضرين بل خف من الغائبين ...
الذين لهم عندك حظوة وسطوة وقوة نفوذ...
فالحاضر أمام عينيك تستطيع صده ..
أما الغائب وقد تغلغل فيك تخاف أنت صده!!
مرات كثيرة تقبض على نفسك قبل أن يجرفها الحنين!
وتمنع نفسك قبل أن يلتهمها الإغراء!
وعندما تفعل ذلك تتعب لكنك لا تخسر وهذا الأهم ...
وهؤلاء الغائبون الذين هم حراس حياتنا أقدر الناس..
على معاونتنا ومساعدتنا على البقاء واقفين ..
لا نقدم التنازلات باسم الظروف حكمت أو الضغوط أجبرت!
إننا نعبد الله عز وجل ولا نراه والعبادة حرز مكين ضد السقوط ..
وقوة إمداد تمدك بالصمود واليقين بالنصر ولو بعد حين ..
فليس دائما ما نراه هو الأقوى .. لأن السر ليس في المسافة..
القرب والبعد إنما السر في الحب واليقين لذلك نعبد الله وكأننا نراه....
ولذلك المسافة بينك وبين الآخر لا تهم ..
لأن شيئا واحدا فقط يقهر المسافة ...
يقهر المسافات بكل أنواعها ..


الحب..!

هناك 3 تعليقات:

  1. لأن السر ليس في المسافة..
    القرب والبعد إنما السر في الحب واليقين لذلك نعبد الله وكأننا نراه....
    ولذلك المسافة بينك وبين الآخر لا تهم ..
    لأن شيئا واحدا فقط يقهر المسافة ...
    يقهر المسافات بكل أنواعها ..


    الحب..!

    ؟؟؟ Tell Me Why

    ردحذف
  2. لأنه الحب

    وكفى ,,,,

    شكرا لزيارتك

    ردحذف
  3. نعم نعم
    لآنه الحب

    ردحذف