الاثنين، 20 سبتمبر 2010

تداعيات

كنت في صغري أميل الى العزلة أكثر علمت من صغري أن هناك شيئ يحصل حولي وان لم أعي ماهو .. عند خروجنا أو زيارة أطفال لمنزلنا لم أكن بذلك الطفل الذي يفرح بهم ليلعب ويلهو كنت خائفا .. لأنه في كل مره أعلم أنهم سيجتمعون علي ويضايقونني لذى كنت اختار مبدأ السلامة والابتعاد ...
بعد ان كبرت قليلا وبعد محاولات سيدتي الوالدة معي وحثي على عدم الخوف وانني مثلهم تماما بدأت أتجرأ قليلا وان لم أكن شجاعا في كل الاحوال ..
في المرحلة المتوسطة تعودت على كل شي لم أعد اتضايق وان علمت ان الاطفال خرجوا للنزهه ولم يدعونني .. لم أعد أكترث لكلمات الاستهزاء بالتلميح أحيانا وبالتصريح أحايين أخرى ...
بدأت اغشى مجلس سيدي الوالد واستقبل ضيوفه جميعا وسط تذمر اخوتي الكبار واحتجاجهم لحضوري بحجة صغري وعدم المامي بمجالس الرجال فأنا بنظرهم ( ولد امه ) فأنى لي مقارعة الرجال وغشي مجالسهم ..
كنت اعود من المجلس كل ليله ودمعة محبوسه في عيني سريعا ماتنهمر بمجرد رؤيتي لأمي واحتضانها لي , واحيانا تقرعني بمحبه بأني رجل ولا ينبغي ان اضعف او استسلم وتتمم ماما زينب حديثها بأنها ستزعل مني ان رأتني على تلك الحال , اعدهم حينها بأن ذلك لن يتكرر , وفي اليوم التالي يتكرر نفس المشهد ونفس الدموع ...
كانوا اخوتي يحاولن ايغار صدر والدي بالقصص المختلقه فتارة ان المدرسة تشتكي مني ومن اهمالي , واخرى انه نما الى علمهم أني اعرف شباب اصحاب سلوك سيئ قد يفسدونني , والذي أقض مضجعهم ان والدي دائما يوصد الابواب في وجوههم ويقول هذا ابني وانا ربيته ويستحيل ان يسلك مسلكا شائنا , واحيانا يقرعهم بالكلام بقوله (( ماعليكم منه ربوا عيالكم زي تربيته بعدين تكلموا )) ..
اخترت دائما مبدأ السلامه فلم أحاول أن انقل لوالديي مواقف تحصل معي من اخوتي مرات كثيره , صمت ولم أصعد الموقف لعلمي بأنهما سيغضبان جدا ولن يتركا الموقف يمر بدون محاسبه ...
جدي لوالدتي أحببته كثيرا رقم اقامته بالقاهره وبعده لكني أحبه كثيرا وهو يحبني وعندما كبرت قليلا وانا بالثاني متوسط كنت أتوسل لوالدتي أن لا أسافر معهم , بل أرغب قضاء الصيف لدى جدي بالقاهره وأصبحت تلك عادة لي وان كان مسافرا فاني ألحق به في أي مكان , زوجته سيدة طيبه انجبت له بنين وبنات في عمري واكبر مني , ولكنهم جميعا مختلفين بحكم البيئة التي عاشوا فيها , فهم بسيطين جدا ومتعلمين ويبهرونني بثقافتهم العالية ومازلت احفظ لهم الجميل لأنهم جعلوني أدمن القراءة ودلوني على المكتبات العريقة كمكتبة مدبولي وغيرها .. حاول جدي مرارا مع والدي السماح لي بالاقامه عنده ولكن قوبل ذلك بالرفض الشديد خصوصا من والدتي , وايضا بتدخل من اخوتي ورفضهم ذلك بحجة انني قد أنحرف هناك حيث سأعيش بلا رقابه أو متابعه ...
( يتبع )